بسم الله الرحمن الرحيم
حمد سنان ...
هذا الإسم لمع نجمه مع مجموعة من أهل الغناء في الخليج العربي وقد اشتهر بأغانيه ذات الإيقاع العدني نذكر منها :
أتت هند
أضنيتني بالهجر
أعد ذكر سلمى
أنا اليوم
أهذه التي
أيا من سكنت
تعرض نحوي
تفضل يا منى الخاطر
تلفتت ظبية
تمنيت
جن الظلام
حبيبي طابت
حلوة المبسم
حنانيك
صدق الواشون
ظللت أعد ليالي
عاد قلبي
على ضوء ذا الكوكب
علموه
قف بالطواف
لحاك الله
نالت على يدها
نعم طيب الأنفاس
يا حبيب القلب يا خالق الخلق
يا ربة الحسن يا عذارى الحي
يا نديم الصبوات
يا من ببسهمه
يا من على البعد تسائلني
وقد من الله عز وجل على هذا المطرب بالهداية بعد سنوات قضاها في ضنك من العيش وبعد من الله عز وجل .
يقول هذا الأخ وفقه الله بعد أن مكث في عالم الطرب والغناء ثماني سنوات بدأت في عام 1973م وانتهت في عام 1981م :
الإنسان عندما ينشأ في بيئة متدينة ولو نسبيا لا بد وان تتملكه بعض التساؤلات إذا كان يعمل في محيط لا يتوافق وهذه البيئة ، وهذا ما حدث معي ، فلقد كنت في صراع مع نفسي وكنت أتساءل بيني وبين نفسي : متى سأصل وإذا وصلت فمن يضمن لي ألا ينتزع مني القمة غيري ؟ وكان هذا الشعور وهذه الاختلاجات تعتريني في وقت كانت الصحوة الإسلامية منتشرة ، فكنت أتسائل : لماذا فلان تدين وأنا لا ؟ وكان يحدث هذا في وقت كنت أعيش فيه المتعة .. وهكذا ظللت أخاطب نفسي وأعيش في صراع معها حتى ذهبت إلى المسجد لأصلي ذات مرة فسمعت الإمام الشيخ الدليمي الذي يمثل غيابه عن الإمامة الآن خسارة كبيرة لجمهوره ، سمعته يتلو آيات عن نعيم الجنة الذي لا ينتهي فحدثت بداخلي موازنة سريعة جعلتني أقبل راضيا على ترك حياة الغناء والطرب ..
ويقول وفقه الله :
الفن وأضواء العمل في مجال الدعوة يشتركان في المتعة ويفترقان في الاطمئنان ، فالذي يعمل في مجال الفن أو الطرب يحوز المتعة بكل جوارحه لكن يعقب هذه المتعة قلق ، أما العامل في مجال الدعوة فإنه أيضا يحوز المتعة بكل جوارحه لكن يعقب هذه المتعة راحة وسكينة .
نستفيد من كلام هذا الأخ ما يلي :
1- أن المطرب المشهور الذي يراه الناس مبتسما هو في الحقيقة يعتريه الألم والقلق والحزن ومهما كان سعيدا ( ظاهريا ) إلا أن القلق مصاحب له لا يفارقه وهذا الأمر تكاد تجده في جميع أصناف أهل الفن والطرب بدون استثناء .
2- الصراع والقلق النفسي المصاحب للفنان بسبب المعصية المتلبس بها
3- البيئة الطيبة لها تأثير واضح على سلوك الفرد
4- الحسد والحقد منتشر بين أهل الفن والخوف من انتزاع الأضواء والاهتمام بفنان آخر جديد ،وسيم ، خفيف ظل .. ( وهذا ما حدث للفنان سلامة العبد الله عندما بكى بعد لقاء صحفي تم معه بسبب أن الفنان خالد عبد الرحمن قدمه للجمهور وأبي أن يتقدم عليه بوصلته الغنائية .. فكان هذا الفعل منه كالفداء للنفس .. نسأل الله العافية والسلامة ).
5- يتسائل الفنان لماذا لا أتدين ؟ واصبح قريبا من الله .. ؟ هذه التساؤلات لا تأتى من فراغ بل بسبب التضاد الذي يعانيه الفنان بين ما يفعله من معصية وما يعلمه من أن هذا الفعل حرام ولا يجوز شرعا
6- المسجد ... ما أجمل هذا المكان مأوى الحائرين وملتقى التائبين ، وسمير الصالحين .. من المسجد كانت جحافل الجيوش تسير ، ومن المسجد تعلم العلماء لينيروا الدرب للضالين ، ومن المسجد تخرج العباد والزهاد والصالحين .. كانت توبة هذا الأخ في المسجد فهلا اهتممنا به ؟
7- الصلاة هي طريق التائبين ، ومهما كان الإنسان في بعد عن الله عز وجل فلا يترك الصلاة .. فكم كانت الصلاة سببا لهداية من ضل .. فالصلاة الصلاة يا من بعدتم عن الله وظننتم ظن السوء بربكم وأنه عز وجل لن يغفر لكم ..
8- تلاوة القرآن بتدبر وخشوع .. وسماع القرآن بتأمل وحضور قلب .. سبب للهداية .. وهذا الأخ من الله عليه بالهداية بعد سماعه لآيات من الذكر الحكيم (( وكانت كافية للعودة والتوبة والإنابة ))
9- الفرق البيّن والبون الشاسع بين أن يعيش الإنسان في استقامة وقربة من الله عز وجل ، وبين أن يعيش قريبا من شياطين الإنس والجن وقد صرح هذا الأخ بأن هناك متعة كان يجدها في الغناء لكن كان يعقبها ألم وقلق .. أما طريق الدعوة والاستقامة فكانت تصحبها الطمأنينة والسكينة